النفط يتراجع ليلا بعد ارتفاع صباحي لليوم الثاني وتقارير عن وساطة روسية -كويتية لحل خلاف أوبك+

بقيت التقلبات هي السائدة في أسواق النفط اليوم مجددا، وفي تكرار لنفس سيناريو أمس الثلاثاء، تراجعت أسعار الخامين الرئيسيين بنسبة وصلت إلى 3.1% لخام غرب تكساس الأميركي الخفيف، وذلك بعدما كان برنت وخام غرب تكساس مرتفعين بأكثر من دولار للبرميل خلال التداولات الصباحيّة.

وعند كتابة هذا التقرير، كان سعر برنت قرب 73.45 دولارا بتراجع 1.6%، فيما خام غرب تكساس قرب 72 دولارا للبرميل. 

خفض توقعات نمو الطلب الأميركي

وفيما يترقب المتداولون توجهات أوبك المستقبليّة، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم تراجع إنتاج البلاد من النفط بمعدّل 210 آلاف برميل يوميا في عام 2021 إلى 11.10 مليون برميل يوميا بأدنى من توقعاتها السابقة عند 230 ألف برميل في اليوم.

وكان ارتفاع الأسعار دفع بعض المنتجين الأميركيين إلى زيادة نشاط الحفر، مع ارتفاع إجمالي عدد الحفارات للشهر الحادي عشر على التوالي في يونيو/حزيران. ومع ذلك، كانت هذه أقل زيادة شهرية منذ سبتمبر/أيلول 2020. 

فيما توقعت إدارة معلومات الطاقة أن يرتفع إنتاج النفط العالمي، إلى حد كبير من أعضاء أوبك+، في الأشهر المقبلة بأعلى من الطلب العالمي.

كما توقعت الوكالة أن يؤدي ارتفاع الإنتاج إلى تقليل السحب المستمر من مخزونات النفط العالمية، والتي حدثت خلال معظم العام الماضي، وإبقاء الأسعار مماثلة للمستويات الحالية، عند متوسط 72 دولارًا للبرميل خلال النصف الثاني من عام 2021.

مصير اتفاق أوبك+

وتكتنف الأسواق حالة من الغموض في ظل ترقّب المستجدات على ساحة أوبك+ ومصير اتفاق دول التحالف النفطي، بعد إلغاء اجتماع كان مقررا يوم الاثنين الماضي في ظل تباعد وجهات النظر حول تمديد الاتفاق حتى نهاية عام 2022 بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وتقيد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها ومن بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، الإمدادات منذ أكثر من سنة، حين انهار الطلب أثناء جائحة فيروس كورونا.

وما زالت المجموعة تواصل خفض الإنتاج بنحو ستة ملايين برميل يوميا، وحتى الآن ما زال الاتفاق الذي يبقي الإمدادات مقيدة على نحو أكبر ساريا. لكن انهيار المحادثات قد يؤدي أيضا إلى أن يبدأ المنتجون في إنتاج المزيد من النفط، حرصا على الاستفادة من انتعاش الطلب.

الكويت وروسيا تلعبان دور الوسيط

وفي هذا السياق نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر في أوبك+ تأكيدها أنّ روسيا والكويت تقودان مساعي لتسوية خلاف بين السعودية والإمارات من أجل المساعدة في إبرام اتفاق لزيادة إنتاج النفط في الأشهر المقبلة.

وأضافت المصادر أن موسكو، التي تحث على زيادة في الإنتاج، تعمل الآن خلف الكواليس لجلب كل من الرياض وأبوظبي إلى الطاولة لإيجاد مسار إلى اتفاق.

وتأمل روسيا بأن يعقد الاجتماع الأسبوع القادم ليتم إبرام اتفاق.

ولم يحدث تقدم في المفاوضات ولم يتم اقتراح موعد جديد لاجتماع.

لا حرب أسعار

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 50% حتى الآن هذا العام مع عودة الاستهلاك وقيود أوبك+ المطبقة منذ نحو 14 شهرا، وأبدى مصرف JPMorgan Chase & Co تفاؤله بالوصول إلى حل، واعتبر في مذكرة أنّ أوبك+ ستوافق خلال أسابيع على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا كل شهر لبقية عام 2021.

وفي المقابل، استبعدت مجموعة ING Group اندلاع حرب أسعار، وقالت جميع المعنيين سيحاولون تجنب ذلك، وهي تطمينات بثّها وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، الذي هوّن من المخاوف بشأن اندلاع حرب أسعار في مقابلة مع شبكة CNBC.

في غضون ذلك، تشير تقارير إلى أنّ المسؤولين التنفيذيين في النفط الصخري في الولايات المتحدة يقيدون أسعار النفط لحماية أنفسهم من تراجع محتمل في السوق.

رفعت أرامكو السعودية سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف 80 سنتًا للبرميل إلى 2.70 دولار فوق المؤشر الإقليمي القياسي لآسيا. وهذا هو أكبر رفع شهري منذ يناير/كانون الثاني، ما يوحي بأن السعوديّة لن تعزز العرض الشهر المقبل.