
الأمانة العامة لمجلس التعاون تقيم حفل استقبال للأمين العام المعيّن
برعاية وحضور الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أقامت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مقرها بمدينة الرياض اليوم الاثنين الموافق 30 يناير 2023م، حفل استقبال الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام المعيّن لمجلس التعاون، وذلك بمناسبة تسلمه مهام عمله كأميناً عاماً لمجلس التعاون اعتباراً من الأول من فبراير 2023م.
أستهل الحفل بالترحيب من قبل منسوبي الأمانة العامة بالأمين العام والأمين العام المعيّن والتي تخللتها عبارات الشكر والثناء للأمين العام لمجلس التعاون، والترحيب وطيب التمنيات للأمين العام المعيّن.
وقد بدء الحفل بكلمة من الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نصها الآتي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على معلمنا الأول سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
الأخ الكريم جاسم محمد البديوي، الأمين العام المعيَّن،،
الأخوات والأخوة أسرة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنسوبي بعثاتها ومكاتبها وهيئاتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قبل ثلاث سنوات بالضبط وفي 30 يناير 2020م، وقفت في هذا المكان بالتحديد ملتقياً بكم للمرة الأولى كأمين عام يتسلم قيادة الأمانة من الأخ الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام السابق، واليوم وفي 30 يناير 2023م، وبعد انتهاء فتره عملنا، نقف في المكان ذاته لنسلم القيادة للأخ جاسم محمد البديوي الأمين العام الجديد مهنئينه بالثقة السامية ومتمنين له التوفيق والسداد.
الأخوات والأخوة
ما بين التاريخين ثلاث سنوات مرت بكل ما حملته من تحديات وطموحات، كان مجلس التعاون عنوانها الكبير وهدفها، وكانت التوجيهات السامية حصن الحكمة وقوتها، وكان الحفاظ على مكتسبات مسيرته المباركة محور عملها ونشاطها.
فخلال السنوات الثلاث الماضية، شهد العالم جائحة كورونا وآثارها، وعصفت بالعالم حروب ونزاعات، وتشكلت من حولنا محاور وتحالفات، واشتد وقع الأزمات عالمياً بأبعادها الاقتصادية والمعيشية والأمنية والاجتماعية، في مشهد عالمي يعاني من الضبابية ويفتقر إلى الوضوح والتركيز والفاعلية، لتمتد آثارها وتداعياتها لتطال الأمن والاستقرار العالمي.
ومع ذلك ، وبفضل من الله سبحانه، ثم بحكمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم-، دشن مجلس التعاون عقده الخامس بقمة العلا التاريخية والتي احتضنتها محافظة العلا في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء 5 يناير 2021م، لتشكل ولادة جديدة لمجلس التعاون القوي والموحد، فتعزز دور مجلس التعاون وفاعليته على المستويين الإقليمي والدولي كصمام أمان، و أصبح محطة التقاء الآراء، باتزان معهود وحكمة مطلوبة وبعد نظر يستقرئ المستقبل وملامحه ويستعد للتعامل مع متطلباته، فشهدت عواصم دول المجلس حراكاً كبيراً يعكس فكراً جديداً ومتجدداً وعلى كافة المستويات، وأضحت محطة لقادة دول العالم ورؤساء حكومات ومنظمات ومسؤولين، بالتزامن مع استضافة أحداث وفعاليات عالمية، واطلاق مبادرات نوعية، ترجمة لرؤى طموحه وقيادات ملهمة تنظر للمستقبل بكل أمل وعزيمة وطموح، فشهدنا تعامل دول المجلس مع الجائحة وتداعياتها بكل مسؤولية واقتدار، وشهدنا رئاسة المملكة العربية السعودية لقمة مجموعه العشرين، واستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة المتميزة لمعرض اكسبو 2020، وتنظيم دولة قطر لنسخة تاريخية واستثنائية لبطولة كأس العالم 2022، كما استضافة المملكة العربية السعودية ثلاث قمم خليجية، وقمة خليجية – امريكية، وقمة خليجية – صينية، كل هذه الفعاليات وأكثر تؤكد بأن العقد الحالي هو عقد مجلس التعاون، فمكامن القوة الجماعية ومجالات التكامل المؤثرة سياسياً واقتصادياً وتنموياً واستراتيجياً تعكس المكانة الإقليمية والدولية المتحققة لمجلس التعاون، ويبقى ملف التكامل الاقتصادي هو الملف الأهم الذي من خلاله نحقق مستهدفات الاتفاقية الاقتصادية من جهة، ونعزز التأثير العالمي ككتلة اقتصادية تمتلك كافه المقومات لخدمة وتكامل اهدافها ومصالحها الاقتصادية و تنفيذ رؤاها الوطنية، وتعزيز حضورها وتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة من جهة اخرى، وذلك ما تمت ترجمته في مفاوضات التجارة الحرة القائمة الآن بين مجلس التعاون وسبع دول اخرى والتي كان انطلاقها وقوتها بفضل الله ثم جهود الأخوة رئيس واعضاء الفريق الخليجي للمفاوضات ومدير عام ومنسوبي الإدارة العامة للمفاوضات، فلهم كل الشكر والتقدير.
الأخوات والأخوة
ان ما تحقق لم يكن الا بفضل الله تعالى، ثم بفضل ما تحظى به المسيرة من دعم سام من لدن مقام المجلس الأعلى الموقر والدعم المستمر كذلك الذي حظت به الأمانة العامة للقيام بدورها الهام المرتكز على المبادرة والقيادة وفقاً لما أطلقناه في 14 مايو 2020م، عبر رسالتي لكم.
فالتطوير سنة الحياة، وان المحافظة على ديمومة وحيوية وفاعلية الأمانة العامة يتطلب منا جميعاً عدم التوقف عن التطوير والإبداع، حتي وان عارضه البعض، لمواكبة المتغيرات والاستعداد للتحديات، الأمر الذي يفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى التأكيد على دور الأمانة في المبادرة والقيادة.
نعم، المبادرة في طرح كل ما من شأنه دعم وتعزيز مسيرة التعاون الخليجي، المبادرة في تبني كل ما من شأنه تحصين هذه المنظومة وحمايتها من المخاطر، المبادرة في مراجعة آليات العمل الداخلي وتطويرها، المبادرة في الاستثمار في الكفاءات الخليجية والارتقاء بها ومعها، المبادرة في تحقيق الريادة المهنية والتنظيمية والعملية للأمانة العامة وجميع منتسبيها.
أما القيادة فهي الضمانة للإنجاز، وهي العين التي نرى فيها المستقبل، فلن يكون هناك من هو اقدر على قيادة العمل الخليجي المشترك والنهوض بحمل ملفاته الكثيرة والمتشعبة، أقول، لن يكون هناك من هو اقدر على القيادة من الأمانة العامة بجميع موظفيها ومنتسبيها، وانني على ثقة كامله بانكم اهلاً لها، فالأمانة العامة ومجلس التعاون اكبر منا جميعاً، نمضي نحن و يبقى حصناً قوياً منيعاً.
وبناء على ذلك، يبقى يوم الاثنين 6 يونيو 2022 يوماً متميزاً، حيث تمكنا جميعاً ومن هذا المكان من اطلاق استراتيجية الأمانة العامة للعقد الخامس ( 2022-2027)، والتي تحمل بصمات ومساهمات وافكار كل واحد منكم، فهي استراتيجيتكم انتم والتي تضمنت 4 ركائز أساسية، و4 توجهات استراتيجية، و 16 هدف بإجمالي 61 مبادرة تهدف الى دعم و تمكين العنصر البشري والاستثمار في تطويره والارتقاء ببيئة العمل ودفع العمل الخليجي المشترك و تعزيز المكانة الاقليمية والدولية لمجلس التعاون .
الأخوات والأخوة
ان الثقة السامية التي تشرفنا بها من مقام المجلس الأعلى شرف كبير ومسؤولية عظيمة حملناها خلال الثلاث سنوات الماضية بكل امانة ومهنية ومصداقية لخدمة مسيرة التعاون المباركة والحفاظ على مكتسباتها ومنجزاتها، فان أصبنا فمن توفيق الله وفضله، وان قصرنا فالكمال لله سبحانه وحده.
وعليه، فإنني اتشرف اليوم بأن ارفع إلى مقام أصحاب الجلالة والسمو قاده دول المجلس أسمى آيات الشكر والامتنان والعرفان على ما حظينا به من نصح وارشاد ودعم وتوجيه خلال عملنا أميناً عاماً.
كما وأرفع بشكل خاص الشكر والتقدير لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، متمنياً أن أكون قد وفقت في تمثيل وطني الكويت خير تمثيل.
وباسمكم جميعاً، أرفع الشكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد و رئيس مجلس الوزراء، وإلى حكومته الرشيدة على ما تقدمه المملكة العربية السعودية كدولة المقر من دعم كبير للأمانة العامة وكافة مكاتبها ومنسوبيها الأمر الذي مكنهم من القيام بأداء مهامهم ومسؤولياتهم في خدمة هذا الكيان المبارك.
كما وانني في هذا المقام، وللتاريخ، استذكر بكل اكبار واجلال وعرفان وتقدير حضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، لثقتة الكبيرة ودعمه اللامحدود ونصحه المستمر لخدمة مجلس التعاون والذي آمن به وحرص عليه وأوصى بالعمل لصونه ورفعته.
نستذكره في هذا المقام ليس من باب النسيان، فمثله لا ينسى، ولكن من باب العرفان، فمآثره الخالدة لا تحصى.
كما وانني، لأقف اليوم احتراماً وتقديراً لجهود الزملاء والزميلات ممن عمل بأمانة ومهنية ومسؤولية لخدمة الأمانة العامة ودعم مسيرة العمل الخليجي المشترك والذين كان لجهودكم الصادقة الأثر الكبير فيما تحقق، وكانت زمالتهم الأخوية الصادقة مكسباً على المستوى الشخصي نحمله بالمحبة والتقدير، فشكراً لكم جميعاً فرداً فرداً وبيض الله وجوهكم.
الأخوات والأخوة
اننا اليوم واذ نغادر الوظيفة، نحمل بكل المحبة والاعتزاز جهودكم جميعاً كلا من موقعه، فإننا حتماً لن نغادر المهمة، مهمتنا كمواطنين خليجيين، رأوا بمجلس التعاون حلماً، وعاشوه واقعاً، وآمنوا به مستقبلاً ومصيراً، ولم لا، فمسيرة مجلس التعاون لم تكن يوماً رحلة عابرة لتفقد بوصلة اتجاهها، ولم تكن استجابة لحظية لظروف معينه لتقل فاعليتها، ولم ترتبط بمصالح آنية لتضعف قوتها، بل كانت امتداداً لروابط الأخوة الوثقى، وقناعة ازلية بشواهد التاريخ وتطلعات المستقبل ومسيرة حافلة بالمنجزات والمكتسبات، وشاهد العصر على الحكمة والاتزان، وركيزة الأمن والاستقرار الراسخة، ورائد النهضة والتنمية المستدامة، هكذا كان وهكذا سيبقى، رمزاً لبعد نظر قادته، وفخراً لأبنائه وعزاً لأجياله، سجل عزم وثبات
وعطاء دائم ومتجدد، كالشجرة المباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
حفظكم المولى وبارك جهودكم، وسدد خطاكم بقيادة الأخ العزيز جاسم البديوي، والذي يأتي متسلحاً بخبرة دبلوماسية كبيرة وثرية وثقتنا كبيرة بقيادته للأمانة العامة في الفترة القادمة، وله منا دوماً العون والسند، فأوصيكم بدعمه ومساندته.
ادام الله على دولنا وخليجنا نعمة الأمن والاستقرار في ظل التوجيهات الحكيمة لأصحاب الجلالة والسمو قاده دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم-، انه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.