
أسامة العبدالرحيم يكتب: العفو ليس نهاية المطاف
نتقدم بخالص التهاني التبريكات للشعب الكويتي ولمن شملهم العفو الأميري الأخير الذي كان له الأثر الطيب في نفوس الكويتيين بعد عشر سنوات من الاحتقان السياسي والاجتماعي ولن تكتمل هذه الفرحة إلا بعودة جميع أبناء الكويت المهجرين في الخارج, والعفو والافراج عن كل سجين رأي ومظلوم, لفتح صفحة جديدة فالكويت بحاجة لجميع أبنائها وآن الأوان لإغلاق الملفات العالقة والتسامي عن كل الخلافات من أجل الوطن.
وللأسف ما أن تم اعتماد المراسيم الأميرية بالعفو خرجت بعض أصوات النشاز الطائفية والعنصرية لتعكر فرحة مختلف أطياف الكويتيين في استقبال من شملهم العفو, فقد كشفت وسائل التواصل الاجتماعي عقولاً متزمتة تعتقد أنها تمتلك الحقيقة وتوزع صكوك الوطنية, وتبث سمومها بالتخوين تحت تأثير وتوجيه صحافة صفراء واعلام غير مسؤول يشوه الحقائق لتنفيذ أجندات مشبوهة. وهنا يأتي دور وأهمية الخطاب الوطني التقدمي والتحليل الموضوعي والعقلاني لتحديد بوصلة الصراع الحقيقي وتعرية كل من يقتات على النعرات الطائفية والعنصرية في مثل هذه الظروف الدقيقة التي تتطلب وجود جبهة داخلية متماسكة على أسس المواطنة الدستورية المتساوية في اطار دولة ديمقراطية مدنية قادرة على صيانة استقلال البلاد وسيادتها الوطنية.
وبالنهاية نأمل أن يكون هذا العفو جزء من بداية لانفراج سياسي حقيقي في البلاد يترافق مع تحويل شعار محاربة الفساد إلى فعل ملموس ومحاسبة الفاسدين بشكل جدي فلا يمكننا الحديث عن محاربة الفساد والإصلاح من غير اصلاح المنظومة السياسية التي تعتبر مدخلا لإصلاح بقية المجالات, بالإضافة إلى إطلاق الحريات العامة وإلغاء القوانين والإجراءات المقيدة لها وتحقيق إصلاح اقتصادي عادل اجتماعياً، ووضع حل انساني عادل ونهائي لقضية الكويتيين البدون وإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، ومعالجة أزمة السكن والبطالة والاستثمار في الشباب وحل مشاكلهم وتحقيق تطلعاتهم.